Tuesday, February 17, 2009

غااليري الفـــــــــــــــــــــــــــــراغ

أكاد أجزم إن شبكيتك لا تمتص الضوء كما ينبغي...هذه الألوان مدخنة أكثر مما يجب...وكل رقعة لونية هي مشروع للون غير مكتمل النضج...سأكتب عن هذا...سأكتب عن غاليري الألوان النيئة...عن لوحاتك التي ترسمها بلا خطوط...وضوئها بلا فوتونات...ألهذا الحد لا تريد الوقوع في فخ الاتجاهات...!!قابع في منتصف الغاليري...وأنت الذي تعودت أن توجد لنفسك حيزاً فيما وراء الإحداثيات...حيزاً خيالياً يتماها مع فراغك الداخلي...ويسع تهالكه...دعني أراقبك...تسع لوحات تتناثر بغير انتظام على جدار فارع الخواءكقطع ساقطة من سموات اله بعيد...بمعدلات سقوط مختلفة...واحدة ألقتها اللعنة في تماس مع الأرض....ينحني الزائرون كثيرا قبالتها....وثانية ترتفع قليلا.. وأخرى على مشارف السقف...تبدو كآخر الملائكة المطرودين من رحمته... هناك على مشارف السقف البعيد...من أوحى إليك بهذه الفكرة...!!!!تتخير أعلى الأسقف كعادتك...وأكثر الجدران اتساعا..وأكثر الزوايا انفراجا...لتنداح فراغاتك بطريقة جيدةولتدع لوحاتك تتكئ...كمظلات انتظار وحيدة فى طريق قفر وشاسعةأو كجحور الفراغلا زلت تنتج نفسك ناقص الأبعاد...وبألوان مذهولة تمزجها بلا تصور مسبق لتتفاجىء بها..كالفرشاةوكقطع القماش الطافحة بالألوانوكاللون الطافح نفسهأذكر عبارتك بخط دقيق..جوار مدخل المرسم هناك: (الدهشة غريزة الغباء)كنت تثق كثيرا في غباء الذين يغشونك ليعلقون بخيوط الفراغ التي تنسجها...كفرائس عنكبوت متواضعمتى ستفرغ من هذا العبث؟؟؟؟أعلق استفهامي لوحة عاشرةجوار ذلك الباب تسمي لوحاتك بتواطؤ معلن...إمعانا في الهروبكنت مخطئاحين ظننت نفسك بغير ما حاجة ...للاتجاهات
(للهروب..لا بد من اتجاه واحد..فقطاتجاه الشيء الذي نهرب منه...حتى نتجنبه)-لا زلت أشرب القهوةوأقرأ عليها سورة النور سراً حتى تنقشع عتمتها-أنت طبعا تحبها معتمةوبها رغوة...تشبه ابتسامتك حين ينتابك ذاك الضلال العظيموحين تطلق الأدخنة...عيناك...وريشتك الشعثاء(أقول هذا الآن...لأنى أعلم أنك لا تنوي تقديم القهوة فى افتتاح غاليري الفراغ)لا زلت أتسكع هناهذه اللطخة تتكرر يا عزيزى بين كل الرقع اللونيةذكرتنى بلطخة (غسان) البرتقالية..تلك التى يضعها كالنتوءات اللونية أسفل كل مخاض ...مؤطر...ومحلى بواجهة زجاجيةلكنك تجعل لطختك عن عمد..مجوفة..بحدود سميكة ودواخل فارغةمهلا...لم اقل بعد انها تشبهكلم توجد بعد لوحة تشبهكلكنها كلها تُقرأ من أعلى لأسفلومن أسفل لأعلىومن اليمين ومن اليسارلوحاتك تشبهني..وان لم تقصد-طبعا فى احتجاجها على الوجودلكني أفضح خيانة ألوانها...لانها تحتج بدرجة اقلجئت هذا الغاليري اللونىبكامل السوادتعمدت أن أمنح نفسي صك غفران أخيرأردت أن افعل هذا نكاية في ألوانك كلها-والأسود...هو اللالون-أحدهم مزج التبلدى بالعرديب....لا تدعي أنها لم تكن فكرتكهذا مشروب كسموات الخرطوم فى أزمنة التحاريقحين تعتمل فضاءاتها بالأتربةأو كماء النيل في أغسطس...نخب غاليري الفراغقلت ان بلادنا انفلقت نواتها عن هكذا ألوان....أشرت إلى كوب العصيرأشرت الى الجدار الغائمةوالألون الباهتةأشرت إلى سحنات الحضور...كنت أتبع اصبعكأتبع اتجاهاته المتراتبة..وايماءاتكقلت أنك خلقت من الوان باهتةواشرت إلي وانا متكدسة فى ركن ماأومأت اليكأنا أيضا خلقت من ألوان باهتةلذلك لم يكن جاذبا لي أن تلطخ هذا المكان...بألوانك التى تخرج بنصف روحولذلك كانت الألوان الصريحة عندي ..كأفعال التحرركصرخة المناضلين في عتمة الصمتأنت لم تجرب هذاكنت تتماهى مع فراغاتككنت....كنت ولازلت تلقي تلك الكلمة الطويلةوأحسست أنا أن زوايا المكان أكثر انفراجاوأن السقف يتباعدوالجاذبية الأرضية تشتد...لتزيد من معدل تساقط اللوحاتوحينما أنهيت كلمتككنتُ أنا خارج الغاليريأتطلع إلى السماء...وأكاد المسها......................................
أنا الآن...فى أضيق دوائر الفراغ لذلك أكتب
_______________
الخرطوم- يونيو 2006
Zoya114@yahoo.co.uk